فيلم طلق صناعى: مصر ليست العراق ولا أنتم وحيد حامد

فيلم طلق صناعي
0

تقييم الفيلم

فيلم “الارهاب والكباب” هو أول شئ سوف يقفز الى ذهنك وانت تشاهد الأعلان الترويجى لفيلم “طلق صناعي” الذى تم عرضه فى مهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة ولاقى إعجاب واستحسان الجمهور والنقاد.

تبدأ الأحداث داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة بإشارة اننا فى سنة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، تمهيدا لما يسرده الفيلم من الاوضاع الأمنية المتردية والظروف الأقتصادية والأجتماعية الصعبة، التى دفعت الكثير من المصريين لمحاولة الهروب من البلد وتحقيق حلم السفر إلى امريكا حتى لو اضطروا لتغير هويتهم الجنسية وإدعاء المثلية أو عن طريق تغير الديانة، فى الوقت ذاته هى محاولة من صناع الفيلم إرضاء الجهات الرقابية وتجنب اعتراضها على إظهار المجتمع المصري بهذا السوء.

بطل الفيلم حسين (ماجد الكدوانى) يحاول الحصول على تأشيرة السفر لبلاد العم سام ويرفض طلبه للمرة الثالثة عشر، فيلجأ إلى حيلة إعطاء زوجته الحامل فى تؤام حبوب طلق صناعى لكى تضع حملها داخل السفارة ويطمن لأبنائه جنسية البلد التى تتعهد بحماية مواطنيها تحت أى سماء وفوق أى ارض، وعندما يشعر بفشل حيلته يقرر فجأة وبدون مقدمات أن يحتجز كل من بداخل السفارة حتى تتم عملية الولادة.

صورة من فيلم طلق صناعي

فكرة إحتجاز الرهائن فى مكان مغلق متكررة فى عشرات الأقلام التى لم تتشابه اعتمادًا على المدخل الذى يتبناه المؤلف إلى الموضوع و رؤية صناع الفيلم للسيناريو، من الممكن أن تؤدى إلى تراجيديا أو إلى كوميديا من نوعية أفلام الكوميديا السوداء، كما قدمها من قبل المؤلف وحيد حامد و المخرج شريف عرفة فى رائعة “الارهاب والكباب”، نجد خالد دياب فى أول تجربة إخراجية له مع الأخوة دياب ( الفيلم يحمل اسماء محمد وخالد وشرين دياب) فشلوا فى صنع سيناريو محكم تتضافر فيه الأحداث لتصل إلى ذروة، وراحوا ينسجوا العقدة تلو الأخرى فى محاولة لدفع الملل عن المشاهد أو إيجاد حل منطقى للعقدة التى تفرطت حبكتها، وقشل دياب مرة أخري فى الهروب من فخ المقارنة حتى مع وضع أفيه على لسان أحد أبطال الفيلم :“مش كنت طلبت كباب ولا هيقولوا علينا بنقلد” ولا سيما أنه عاد ولعب على تيمة الأحتماء بالشعب، فنرى مدير أمن العاصمة يتحدى السفير الأمريكى بأن مصر ليست العراق حتى يسمح للمارينز الأمريكى القيام بعملية الأقتحام واستجاب الأخير خوفا من مواجهة الشعب الثائر، هى نفسها التيمة التى قدمها الثنائي حامد وعرفة فى رائعة اخرى هى “النوم فى العسل” حين تراجع مدير الامن عن القبض على الدجال المحتمي بالشعب، وفشل دياب مرة ثالثة فى الأجابة على سؤال لماذا يقرر كاتب سيناريو ناجح، له اعمال بمستوى “عسل اسود” و”الجزيرة 2 ” و “اشتباك” ، فجأة أن يخرج أفلامه بنفسه؟

نجح المتألق ماجد الكدوانى مع مصطفى خاطر فى تقديم جرعات من الكوميديا والإفيهات المضحكة، وحاولت حورية فرغلى تقديم أداء مقنع للزوجة المصرية المغلوبة على امرها وهى تحاول إرضاء زوجها والمحافظة على حياة تؤامها فى نفس الوقت، كما تميز سيد رجب فى دور مدير الأمن الذى يحاول فرض السيادة المصرية على ارض الوطن فى مواجهة السفير الأمريكى الذى فرض إرادته على الدولة المصرية بأكملها ولعب دوره بحساسية شديدة الممثل التونسي نجيب بلحسن الذى سيكون له مستقبل كبير فى السينما المصرية، وبدأت موسيقى تامر كروان حاضرة بقوة فى بداية الفيلم وخلقت جوا من التوتر الذى يشعر به كل من بداخل السفارة ولكنها تراجعت من منتصف الفيلم وحتى نهايته.

“الرصاص لا يفرق بين حامل جواز السفر الأخضر والأزرق” تلك العبارة المعبرة جدًا قالها أحد موظفى السفارة فى فيلم قرر مخرجه ان يفرق بين التؤامين، فولد أحدهم امريكيا داخل السفارة ونقل فى سيارة إسعاف ضخمة وفخمة تحمل شعار الصليب الأحمر، بينما ولد الأخر مصريًا خارجها وتم نقله فى سيارة اسعاف قديمة متهالكة يعلوها شعار الهلال الأحمر وسط هتاف الجماهير باسم مصر فى نهاية غير سعيدة لوالدهما الذى حملته سيارة الشرطة إلى مصير مجهول.

0

شاركنا رأيك حول "فيلم طلق صناعى: مصر ليست العراق ولا أنتم وحيد حامد"

  1. أحمد حمد

    الكل مخدوع بحلم الهجرة نتيجة بؤس بيئتنا ولايرون أنه كابوس إلا بعد فوات الأوان، ربما ستسقط تلك البلاد مثل الاتحاد السوفييتي والامبراطورية الرومانية…الخ، وحينها يهرب المواطنون منها قبل غيرهم.

أضف تعليقًا